نحنُ جمهورية.. متى؟
مـتى الحقائبُ تُلقى من ايـاديـنا ... وتسـتـدلُ على نـورٍ ليالـينا؟
متى الوجـوهُ تـلاقـي من يـعـانقـها ... ممن تبـقّى سلـيماً من أهـالينا؟
متى المصابيحُ تـضحـك في شوارعـنا ... ونشـهد العـيد عيداً في أراضينا؟
متى يـغـادر داء الرعـب صبـيـتَـنا ... ومن التـناحر ربُ الـكون يُشفينا؟
متى الوصـولُ فقـد ضلّتْ مراكبنا ... وقد صـدئنا ومابـانت مراسـينا؟
ذبنا اشتـياقاً لمن نهـوى ولا خبرٌ ... يُحـيي القـلوبَ ولا صـبرٌ يداوينا
تـلك العـواصفُ يا قـبطانُ غـامـضةٌ ... من كـلِ صـوبٍ رياحُ الشـر تأتينا
بالحزم والعـزم والايمان ندفـعـها ... وبالـشـياطـين والدخـلاء ترمـينا
كم مزّقَ اليأسُ أشـرعة الرجاء بنا ... تـصـارعُ الـموجَ مازالـت أمانـينا
كالـمد والجـزر تـطـوينا مشاعرنا ... لـيل الكوابـيس يضحـكنا ويـبكينا
نُقـلّبُ العـمرَ من يـأسٍ الى أمـلٍ ... ومـديـةُ الحـرب تـلـمعُ في مآقـينا
ويغـضُب البـحرُ مأخـوذاً بمحنـتـنا ... هو الـذي كان يُروى من شواطينا
ويعـلـمُ الـبحـرُ إنّا مثـلُـهُ كرماً ... أَنـقـى من الـدر أَهـدينا مـعاليـنا
بدءُ الحـضارات منـبُتها وبـذرتُها ... لـثورة العـقل كم حـرثَتْ أَياديـنا
ويعـلم الـبحر لولاغـدر من غدروا ... لـما خـرجـنا شـتـاتاً مـن روابـينا
الى المجـاهـيل قـادتـنا زوارقُـنا ... بـكاءَ – يعقوبَ – إبـكي يا موانينا
وكـم وصـلـنا لـبـرٍّ زادنـا وجـعاً ... ماذا؟.. الى أَين... شرطـتهُ تـنادينا
تلكَ الجوازاتُ.. شرٌ.. ريبةٌ.. فزعٌ ... قبل الرحيل.. أَقـيموا ههنا حينا
حـزنُ المـنافي تنامى في دواخلنا ... حـتى كـأنا ولـدنا في منافـينا
إنّا نـصـلي وإن الله يـسـمـعـنا ... مما سـيأتي دعـونا الله يُنـجينا
قُل للمـقادير ان جارتْ وإن فـتكتْ ... لـكم نهـضنا كـباراً من مآسينا
قُـل للبـيوت التي كانت مُسيّـجهً ... بالـنـخـلِ والآس واللبلاب.... ضُمّينا
عواصف الحقد ان سحقتْ مزارعنا ... فـنخلةُ الحـبِ أرست جذرها فينا
ليسوا من الشعب من أفنوا مدارسَهُ ... وشـوهـو الحبُ والانـسـان والديـنـا
هل الخـيامُ بديـلٌ عن منـازلـنا ... هل في العراءِ.. ذئاب الليل تحمينا؟
فلا المـقابر نابـتْ عن حدائـقنا ... ولا الـقـذائـفُ أَنـسـتـنا أغـانـيـنا